أهم الأخبار
تقارير
أراء
مجتمع
حوارات
رئيس التحرير : إبراهيم الخطيب

ADVERTISEMENT

تركيبات تجميل
# أراء

فدائي سلاحه الكاميرا والقلم

الكاتب : Ibrahem Elkhateb
التاريخ : 2024-03-13

بقلم/ إبراهيم الخطيب


عبر الصحفي وائل الدحدوح عن حجم التضحيات والفدائيات التي يقدمها أبطال ما خلف الكاميرات، لأن الصحافة والصحفيين هم ضحية إظهار الحقائق وخروج القضايا إلى النور. فمن المعروف أنه عندما يفقد الإنسان أحد فلذة أكباده قد تغمق السعادة في عينيه ويرى الحياة باللون الأسود، لكن إذا فقد كل عائلته، يختلف الأمر كثيرًا، فقد يتمنى الموت لنفسه أيضًا، فهذه مصيبةٌ لا تحتمل. لكن هذا الصحفي المقاوم، جعل المجتمع الدولي يقف مرفوعًا التحية له لما قدمه من جبروت في القوة والصمود.

ليس الأمر باليسير، ففي البداية استهدف الكيان الإسرائيلي الدنيئ منزله واستهدف ابنه وابنته الصغار وحفيده وزوجته. حزن على مصيبته ولم يقبل أن يُكسر، واستكمل عمله ورسالته الصحفية لإظهار القضية إلى النور. من ثم استشهد صديقه سامر أبو دقة في قصف لهم أثناء تغطيتهم سويًا. من ثم ابنه البكر حمزة في قصف مباشر من الكيان لناقلة للصحفيين، أسفرت عن استشهاد الصحفي حمزة الدحدوح وزميله مصطفى ثرية. برغم حبه الكبير لابنه حمزة الذي كان بالنسبة له ابنًا ورفيقًا وحبيبًا، لم يختلف الأمر كثيرًا. فبالنسبة له، الحزن قتل قلبه وما زال يمزقه، لكن لم يستسلم للحزن ولم يقبل الإنكسار، استكمل عمله الفدائي بكل يقين وجسارة، فالقضية بالنسبة له هي أنه صاحب أرض لا نفيس ولا غالي يغلو عليها، فلتُفدي بالروح والدم.

هكذا ينتقم الاحتلال منه لكسره لدوره القوي الذي يساهم به في القضية. في الحقيقة، لا كلام يصف ولا مشاعر تعبر عن ما يتحلّى به هذا الرجل الذي تجاوز الخمسين من عمره من شجاعة وقوة إيمان وثقة بالله. تعجز الأقلام وتجف الأحبار إن بدأت في الوصف ولم توفِّه الحق. كأنه قد أمسك راية الصحافة في اليد اليسرى، وعلم الحبيبة فلسطين في اليد اليُمنى، وحلَّق بهم عاليًا في سماء العالم ينادي: "لا إنكسار ولا إنهزام لنا". قال الدحدوح أثناء دفن ابنه: "هذه دموع الحزن والفراق وليست دموع الخوف والجزع، دموع الإنسانية التي تفرِّقنا عن أعدائنا، نرجو أن يرضى الله عنا ويكتبنا مع الصابرين". وهذه الكلمات في هذا الموقف لا تخرج إلا من قلبٍ مرابط، صاحب يقين قوي وإيمان قوي بالله.

المؤمنون المرابطون يختبرهم الله بالابتلاء. فعند النظر في أمر الزميل وائل الدحدوح، نتذكر ابتلاء رسولنا الكريم، الذي توفي ثلاثةً من أبنائه الذكور وزوجته الأولى السيدة خديجة وجده وأعمامه وأبناء أعمامه. وهذا الأمر ما شابه الصحفي وائل الدحدوح، لأنه لم يفقد فقط أبنائه وزوجته بل فقد ما يقارب إحدى عشر شخصًا آخرين من عائلته، أبرزهم أشقاؤه وأبناؤهم. ففي ابتلاء المؤمن حكمة من الله، فلا يوجد أحب من نبينا الكريم، برغم ذلك كانت حياته كلها مكترسةً بالابتلاءات، فقد يكون في حكمة الله مع رسوله رسالة وموعظة للدحدوح.



شارك الخبر علي منصات التواصل الأجتماعي
5
مقالات اخري
فدائي سلاحه الكاميرا والقلم
مقال رأي وشكر لزميل المهنة الذي علمنا كيف تكون الشجاعة والتضحية مفي في سبيل الله والوطن وإتقان المهنة والانتماء إلىها
الناس أصناف
نظرة في الوجوه لمعرفة أصناف الناس
وصايا حكيم إلي ابنه
مصدر الحكمة هي الخبرة ومصدر الخبرة هو التعلم والتأمل للوصول إلى الحكمة وواجب علي كل ذي علم أو ذي حكمة توريث حكمته إلي أبنائه وتلاميذه
العدة فين...؟
ليلة القدر والعشر الاواخر من رمضان
فضل أفضل الأيام

ADVERTISEMENT

تركيبات تجميل